بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
رب اشرح لي صدري،ويسر لي أمري،واجعل كل اعمالي خالصة لوجهك الكريموامنحني حسن التدبر،ودقة الفهم،وارزقني رضاك ،فهذا منتهى أملي.
قلت في نفسي لقد كانت القصة في احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيرة، لانها من افضل الطرق السهلة القريبة الى الانسان ، والى قلبه وفكره ... فلعلي انثرها بين ايديكم لتكون عبرة لكم في هذه الحياه..
واليكم اولى هذه القصص
1--السراب الخادع
حملت الام رضيعها ودلفت من الباب مسرعه الى دار والدها، ففي مثل هذه الساعه من يوم الاربعاء كل اسبوع يلتقي الاخوة هناك سويعات، يعيدون ماانقطع من ذكرياتهم قبل ان يتزوجوا، ويضفون على والديهم السرور والسعاده حين يجتمعون اليهما، وهم حريصون على برهما والاحسان اليهما.
بكى والدها بكاًء مراً فهدهدته وهي مسرعه فلم يتوقف عن البكاء، ناغته فارتفع صوته، فقالت: لعله جائع.. انزوت ركناً من اركان الطريق وجلست على حجراً راته هناك، والقمته ثديها ،لقد كان جائعاً وظمآن حقاً، فلقد سكت، وانشغل بالرضاعه . نظرت اليه نظرة الحنان والحب، وهل هناك اشد رأفه من الام على ولدها ؟ ودعت الله ان يجعله رجلاً صالحاً مهيباً يملأ العين، وقبلته،ومسحت على راسه ،ثم اقبلت على الطريق ترصد المارين ، وتسلي نفسها الى ان يشبع ولدها .
وفجأة رات فرساً فارهة، اقبلت تخب بصوت رتيب موسيقي، جسمها متين كانه قطعه من الحديد، ضخمةً كانها جدار عال ، يمتطيها رجل بدت عليه أمارات الصحة والعافية، وسيم الطلعة،. نضر الوجه، يلبس ثياباً جديدة تزيد بهاء وجمالاً.
قالت وهي تنظر اليه وقد بهرها مارات : اللهم اجعل ابني مثل هذا .ياللعجب لقد ترك الرضيع ثدي امه، وكانه فهم ماقالت، نظر الى الرجل يتفحصه، ويدير فيه عينه، ثم نطق قائلاً: اللهم لاتجعلني مثله قم اقبل على ثديها فجعل يرتضع تعجبت الام حين سمعت ابنها يتكلم انه لم ينطق بغير هذه الكلمات، ثم دخلها الشك احقاً ماسمعته أم انها حالمه؟! وهل ينطق ابن اشهر بكلمات الكبار ؟ ويفصح عما يريد ؟ ..ان هذا لامر عجاب!
وعادت تنظر الى الناس وقد نسيت او تناست ماحدث، فرات رجالاً يضربون فتاةً، ويقولون: زنيت ،سرقت، والناس متجمعون حولها لا يرأفون بها ..
ومن يرأف بفتاه زانيه سارقه ؟ وكانت الفتاه كاسفة البال، دامعة العينين تشكو الى الله ظلم العباد، وتقول : حسبي الله ونعم الوكيل.
قالت الام وهي تنظر متقززه؛ تستنكر ان تزني المرأه الحره ؛ او تسرق اللهم: لاتجعل ابني مثلها .. ياسبحان الله، ان الطفل يترك الرضاعه ، وينظر الى الفتاه يتفحصها ، ثم يقول اللهم اجعلني مثلها ثم يعود الى التقام ثدي امه . اما الام الآن فقد تيقنت ان ابنها الصغير يتكلم، وانه هو الذي دعى الله ان لا يجعله مثل ذالك الرجل ، فسألته لما يابني رفضت ورضيت ان تكون كهذه الفتاه؟ وهنا علل الطفل بلهجه فصيحه وقول بين : اما الرجل يااماه فهو جبار ومتكبر ، يرى الناس دونه، ومن كان هكذا فالنار ماواه فهل تريدين ان اكون مثله او ان انتهي الى ماسينتهي اليه ؟!!
واما الفتاه فطاهرة اليد ، عفت النفس ، ليست بزانية ولا سارقه، اتهموها الناس بذالك زوراً وبهتاناً، فهي تنفي عن نفسها مايشينها ، وهل تفعل المؤمنه الحره مايسيء اليها؟!!
لاينبغي يا اماه لذي العين البصيره والعقل الواعي ان ياخذ للمظاهر الكذابه ! وان يخضع للادعاءات الضالة، انما عليه ان يتحرى الصدق كي يكون على هدى مستقيم.
متفق عليه